للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة التوبة [٩: ١٠٢]

{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:

{وَآخَرُونَ}: الواو: عاطفة؛ أيْ: آخرون معطوفة على أهل المدينة؛ أيْ: من أهل المدينة.

{اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ}: الباء: للإلصاق، والتّوكيد بعدم الخروج معك إلى تبوك.

{خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا}: وهؤلاء هم الّذين ربطوا أنفسهم بسواري المسجد، ومنهم أبي لبابة، وأصحابه (قيل: كان عددهم ٦، أو ٨، أو ١٠). إذن: يمكن تقسيم المخلفون إلى ثلاثة أصناف:

الصّنف الأوّل: المنافقين الّذين مردوا على النّفاق من أهل المدينة، ومن حولها من الأعراب.

الصّنف الثّاني: الّذين اعترفوا بذنوبهم، وخلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئاً.

الصّنف الثّالث: المُرجون لأمر الله (قيل: هم الثّلاثة).

{خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا}: الخلط؛ يعني: الجمع بين شيئين، أو أكثر، ويبقى كلّ واحد منهما منفصل عن الآخر رغم الخلط، العمل الصّالح؛ مثال: ما سبق من جهادهم، وطاعاتهم، وتوبتهم، واعترافهم بذنوبهم، والعمل السّيِّئ؛ قيل: هو التّخلف عن الجهاد، أو الخروج إلى تبوك مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

{عَسَى}: من أفعال الرّجاء الممكن حصولها، ويتوقَّع حدوثها.

{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}: أنّ: حرف مصدري؛ يفيد التّوكيد، يتوب عليهم: أيْ: يقبل توبتهم، وبما أنه جاء بـ: عسى؛ يعني: قبِل الله توبتهم.

{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ: للتوكيد.

{غَفُورٌ}: صيغة مبالغة كثير الغفر؛ يغفر الذّنوب الكبائر، والصّغائر.

{رَحِيمٌ}: صيغة مبالغة على وزن فعيل؛ كثير الرّحمة لعباده المؤمنين، لا يعذبهم إذا تابوا، واعترفوا بذنوبهم، ولم يصروا على ما فعلوا.