{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ}: تعود على كلّ مختال فخور, فالمختال غالباً ما يكون بخيلاً؛ لأنّه لا يرى لغيره حقاً عليه, والفخور يشعر بعظم نفسه ويفرح بالنّعمة وينسى شكر المنعم، فهؤلاء يبخلون بأداء حق الله (الزّكاة) وبالصّدقة على الفقراء والمساكين، ولا يكتفون بذلك فهم يطلبون من النّاس الكفّ عن الإنفاق والصّدقة على الفقراء والمساكين, وفي الحقيقة هم يبخلون عن أنفسهم {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَّفْسِهِ}[محمد: ٣٨].
{وَمَنْ يَتَوَلَّ}: من شرطية, يتولّ: أي يبتعد ويعرض عن الإنفاق في سبيل الله.
{فَإِنَّ اللَّهَ}: الفاء رابطة لجواب الشّرط, إنّ للتوكيد.
{هُوَ}: تفيد التّوكيد.
{الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ}: الغني عن خلقه وعن إنفاقهم.
فهو الكامل الغني، والغني عن العالمين، وقد ذكر هذا الاسم (الغني) ثمان عشرة مرة. وهو الغني المغني عباده وكلّ الغنى من غناه, الحميد المحمود في الأرض والسّماء؛ لما أنعم على خلقه, الحميد: له الحمد كلّه؛ لأنّه يستحق الحمد كلّه في السّراء والضّراء، وله الحمد في الأولى والآخرة، له الحمد لذاته وأفعاله وصفاته، ولفضله وإحسانه وخلقه، وشرعه وأحكامه ورحمته، وقد ذكر هذا الاسم الحميد في القرآن سبع عشرة مرة.
وقد اقترن اسم الغني بالحميد في عشر مرات؛ لأنه سبحانه هو الغني عن عباده وعن عبادتهم، والغني في ملكه يعطي عباده فيُحمد، ويحمد للأسباب التي ذكرناها.