{جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}: تعود على الّذين من قبلهم من الأمم جاءتهم رسلهم (أمثال هود وصالح ولوط وموسى) بالبينات: بالآيات الواضحة الدّالة على أنّ الله هو الإله الحق الواحد، والدّالة على وحدانيته وعلى وجوب الإيمان وتصديق الرّسل، والدّالة على البعث والحساب والجزاء.
{فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ}: فرحوا: ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٧٠) لبيان معنى الفرح وأنواعه؛ فرحوا بما عندهم من العقائد الباطلة وتقليد الآباء، وما عندهم من علوم الدّنيا كقوله تعالى:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الرّوم: ٧] فقالوا: لسنا بحاجة إلى رسل ولا كتب، وقالوا: نحن نعلم أنّا لن نبعث ولن نعذب {وَقَالُوا مَا هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ}[الجاثية: ٢٤].
أي: علومنا تكفينا واستهزؤوا بعلوم الدّين وبالرّسل، وسموا ذلك علماً؛ لجهلهم، أو سُمي علماً تهكماً بهم وتقريعاً.
{وَحَاقَ بِهِمْ}: أحاط بهم ونزل بهم؛ أي: بالّذين كذبوا بالرّسل وكذبوا بوقوع العذاب. ارجع إلى الآية (٤٥) من نفس السورة لمزيد من البيان، والفرق بين حاق ونزل.
{مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}: أي عاقبة ما كانوا به يستهزؤون، ما: بمعنى الّذي؛ أي: حاق بهم استهزاؤهم ولم ينفعهم كسبهم أو قوتهم أو عددهم، أو يمنع أو يدفع عنهم العذاب. ارجع إلى سورة الزمر آية (٤٨) لبيان معنى يستهزؤون.