المناسبة: أيْ: هم لم يكتفوا بالإعراض عن دين الله وكراهيته، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فأبرموا أمراً في دار النّدوة بمكة ليقتلوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أو يحبسوه أو ينفوه بعيداً في الأرض، كما قال تعالى:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ}[الأنفال: ٣٠].
{أَبْرَمُوا أَمْرًا}: الإبرام: الإتقان والإحكام مشتق من الفتل المحكم، يقال: أبرم الحبل إذا أتقن فَتْله، أي: اتخذوا قرارهم وعقدوا العزم للتخلص من رسول الله، أمراً: مكراً أو كيداً.
{فَإِنَّا مُبْرِمُونَ}: فإنا للتعظيم، أيْ: ونحن كذلك محكمون كيدنا ومكرنا بهم، وكان مثال ذلك يوم بدر باستئصال صناديد قريش.