للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النساء [٤: ١١٥]

{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}:

{وَمَنْ}: الواو: استئنافية. من: شرطية.

{يُشَاقِقِ الرَّسُولَ}: أيْ: يخالف الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويعاديه؛ أيْ: يخالف سنته في التوحيد، أو الحدود، وما أمر به، ونهى عنه -صلى الله عليه وسلم-، وهناك فرق بين يشاقق ويشاق؛ انظر في نهاية الآية للبيان.

{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى}: الإسلام، والحق.

{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}: الكتاب، والسنة، وهما السبيل الوحيد. والواو في ويتبع: واو العطف انظر كيف عطف اتباع غير سبيل المؤمنين على مشاقة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وللدلالة على أهمية الوحدة الإسلامية.

{نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى}: نتركه لكفره، وضلاله، ونخلي بينه وبين ما اختاره لنفسه من الضلال.

{وَنُصْلِهِ}: ندخل، ونحرقه بجهنم، يقال: صليت اللحم؛ أيْ: شويته، وأصليته: حرقته.

{جَهَنَّمَ}: ارجع إلى سورة آل عمران، آية (١٢)؛ للبيان.

{وَسَاءَتْ مَصِيرًا}: ساء فعل ذم، ساءت مرجعاً يُصار إليه.

ونعود إلى كلمة يشاقق الرسول: فيها فك للإدغام، بينما يشاق الرسول فيه إدغام، وفك الإدغام هو الأصل، ولكن يجوز كلا الأمرين: فك الإدغام، أو الإدغام، وقد لوحظ في القرآن أنه سبحانه إذا فك الإدغام يصاحبه بذكر الله، وذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإذا لم يفك الإدغام: (كقوله: يشاقّ): يأتي بذكر الله جل جلاله وحده فقط.