للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنبياء [٢١: ٤٩]

{الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ}:

هذه الآية تتمة للآية السّابقة أيْ: ذكراً للمتقين:

{الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}: الّذين اسم موصول، يخشون ربهم: الخشية: هي الخوف الممزوج بالمهابة من الخالق وعظمته والعلم بصفاته وأسمائه، وفيها معنى الأمل.

{بِالْغَيْبِ}: الباء للإلصاق والاستمرار، الغيب: أيْ: وهم لا يرونه والغيب: أيْ: في خلواتهم وسرائرهم وانفرادهم عن الخلق وليس فقط أمام النّاس. ولمقارنة هذه الآية مع قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} [الملك: ١٢]. ارجع إلى سورة الملك لمعرفة الفرق.

{وَهُمْ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد.

{مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ}: من الإشفاق: هو العناية المشوبة بالخوف والحذر وعدم الاطمئنان من أن تقوم السّاعة القيامة الصّغرى أو القيامة الكبرى وهم مقصرون في حق ربهم من طاعة أو عبادة، أو أن لا تقبل أعمالهم الصّالحة، مشفقون: جملة اسمية تدل على إشفاقهم دائم لا ينقطع ثابت، والسّاعة تعني ساعة تهدم النّظام الكوني الحالي، فهناك فرق بين الخشية والإشفاق.