في الآية السابقة يكون الناس كالفراش المبثوث, وفي هذه الآية الجبال أيضاً تكون كالعهن المنفوش؛ كل ذلك يدل على هول الموقف وشدته.
شبّه الجبال بالعهن: الصّوف الملون (المصبوغ بألوان مختلفة)؛ لأنّ الجبال فيها جُدد بِيض وحمر وغرابيب سود، لها ألوان مختلفة.
{الْمَنفُوشِ}: المندوف بالمندف في تفرّق أجزائها، وتطايرت بعد أن دكّت ونسفت وكانت كثيباً مهيلاً، ثم أصبحت كالعهن المنفوش بعد أن كانت الرواسي والأوتاد.
وقد يحتمل المعنى بالإضافة إلى كونها كالعهن المنفوش: فهي ضعيفة خفيفة ضعف وخفّة الصّوف, وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٩) في سورة المعارج وهي قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ}، ويمكن القول أن الجبال تكون في مرحلة تليها تكون في مرحلة من المراحل كالعهن، ثم مرحلة تليها تكون كالعهن المنفوش المتطاير ذو الألوان.