للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة هود [١١: ٨٦]

{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ}:

{بَقِيَّتُ اللَّهِ}: اسم مصدر من بقي، ما بقي لكم بعد إيفاء المكيال، والميزان بالقسط، كثيراً كان أو قليلاً خير لكم؛ لأنّه من الحلال، وهو أفضل مما تأخذونه من الحرام؛ فأيُّ سحت، أو حرام لا يبارك الله فيه، أو تعني: ما يبقى لكم عند الله من الصّالحات. وانظر إلى كيفية كتابة (بقيت) في هذه الآية بالتاء المفتوحة، وانظر إلى كيفية كتابة (بقية) في الآية (١١٦) من نفس السورة {أُولُو بَقِيَّةٍ} بالتاء المربوطة، وكذلك في آية (٢٤٨) من سورة البقرة وهي قوله تعالى: {وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى}؛ فهذا يدل على قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩]، وإذا نظرنا إلى السياق نجد (بقيت) بالتاء المفتوحة: جاءت في سياق كثرة البقية أو (المعنوية)، و (بقية) بالتاء المربوطة: جاءت في سياق القلة: قلة البقية, أو في سياق الأمور المحسوسة أو المادية.

{خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ}: إن: شرطية.

{كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ}؛ أيْ: بشرط أن تؤمنوا؛ أيْ: تصدقوا بما أقول لكم وأدلكم عليه، وتؤمنوا بالله وحدَه.

{وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ}: وما بعثت رقيباً على أعمالكم، أو محصيها لكم، ولا لأحفظها عليكم، وأحاسبكم عليها إنما أنا مبلغ، ومنذر، وما أنا قادر على حفظكم من عذاب الله إن حلَّ، أو نزل بكم.