{قُلْ إِنَّ رَبِّى يَقْذِفُ بِالْحَقِّ}: قل يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنّ: للتوكيد، إنّ ربي يقذف بالحق: يقذف يعني يُلقي، يتكلم بالحق مع رسله وأنبيائه أو يُلقي بالوحي أو بالقرآن أو يقذف بالحق على الباطل فيدمغه (الأنبياء الآية ١٨) ولماذا اختار سبحانه كلمة "يقذف" خاصة؛ لأنّها توحي بالقوة والعنف، هذا إذا جاءت من البشر فكيف إذا كان القاذف هو الله سبحانه العزيز الحكيم، وأمّا المقذوف هو الحق، والحق: هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغير، فالله سبحانه يقذف بالحق ليزيل الباطل، وكما قال تعالى:{إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[الإسراء: ٨١]، والباء في بالحق: تدل على الإلصاق والدّوام.
{عَلَّامُ الْغُيُوبِ}: أي يقذف بالحق فلا يخطئ في قذفه هدفاً أو شيئاً؛ لأنّه سبحانه علام الغيوب؛ أي: عالم بكلّ غيب، فوحيه لا يصل إلا لمن اختاره من عباده من الرّسل.
وعلام: صيغة مبالغة من علم؛ عالم؛ عليم؛ علام الغيوب: جمع غيب، والغيب: هو ما غاب أو خفي عن العيون والآذان والحواس والمدركات؛ فهو سبحانه يعلم ما غاب عن أسماع خلقه وأبصارهم وحواسهم.