للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النساء [٤: ٧٠]

{ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}:

{ذَلِكَ}: اسم إشارة، واللام للبعد. ذلك: أيْ: يكون المطيع لله، ورسوله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، هو من فضل الله وليست حسناته هي السبب، وتفسير ذلك:

الحقيقة الأولى: هم درجات عند ربهم.

والحقيقة الثانية: لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.

ولكن الفضل الإلهي: الحسنة بعشرة أمثالها، والسيئة تبقى بمثلها.

فالعدل الإلهي: الحسنة بمثلها، والسيئة بمثلها، والفضل الزيادة التي تعطى إليك من الله سبحانه زيادة على حقك أو أجرك.

الحقيقة الثالثة: فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين، هذا من الكرم الإلهي؛ حين يضاعف الحسنة بـ (٧٠، أو ٧٠٠) ضعف، أو أكثر ضعفاً.

والعدل الإلهي: أن أعمالنا مهما كانت لا توصلنا إلى الجنة، ولكن الفضل الإلهي هو الذي يوصلنا إلى ذلك، وطاعة المؤمن لله ورسوله لا يقابلها ربنا بالعدل فقط، بل بالفضل والإحسان.

{وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}: فهو يعلم من يستحق أو لا يستحق فضله، وهو أعلم بمن اتقى، عليماً بالمقاصد والنيات، وعليماً: صيغة مبالغة عالم، وعليم يعلم الأمر قبل أن يقع.