{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد للذين آمنوا بتكليف جديد، وتحذير واستعمل يا النّداء والهاء الدّالة على التّنبيه.
{لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}: لم: ما الاستفهامية حذفت ألفها وتفيد الاستفهام الإنكاري والتّوبيخي والتّعجب، تقولون: جاء بصيغة المضارع بدلاً من صيغة الماضي (فهذا يُسَمَّى حكاية الحال) وهو أن يعبر عن الحدث الماضي بصيغة المضارع لاستحضار ما قالوه وكأنه يقال الآن ويجب النّظر فيه وعدم تكراره. أو لأنه يدل على التجدُّد والتكرار؛ أي: ما قالوه لا يزال يحدث الآن قول بلا فعل.
تعال ننظر ما قالوا: هم قالوا قبل أن يفرض الجهاد: لو نعلم أحب الأعمال إلى الله تعالى لعملناه، فأخبر الله تعالى نبيه أنّ أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله وجهاد في سبيله، ولما فرض الجهاد تقاعس فريق من الذين قالوا ذلك عن الجهاد في سبيل الله أو الخروج، فنزلت هذه الآية: لم تقولون أنكم تريدون أن تجاهدوا في سبيل الله، ثمّ لا تفعلونه، أو تقولون: لو خرجتم إلى الجهاد لخرجنا معكم، ثم لا تخرجون أو لو أمرتنا لأطعناك، ثمّ يأمرهم، ثم يتولون وهم معرضون.