المناسبة: الآية السابقة لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم فجاءت هذه الآية؛ لتبين أنواع الأيمان، منها اللغو في الأيمان، ومنها الأيمان المتعمَّدة؛ أي: بنية وقصد.
{لَا}: النّافية.
{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ}: لا يعاقبكم الله بالكفارة على اللغو في أيمانكم.
{وَلَكِنْ}: حرف استدراك، وتوكيد.
{يُؤَاخِذُكُمْ}: يعاقبكم بالكفارة، أو يلزمكم الكفارة.
{بِمَا}: بما: الباء: للإلصاق، ما: اسم موصول بمعنى الّذي، أو مصدرية.
{كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}؛ كسبت: الكسب هو جلب النفع أو دفع ضرر. ارجع إلى سورة البقرة الآية (٢٨٦) للبيان المفصل؛ أي: بما نوت قلوبكم، وتعمدت من الأيمان؛ لأنه لم يعد مجرد لغو، وفي الآية (٨٩) من سورة المائدة: {بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}، مثل اليمين الغموس، أو أن يحلف العبد متعمداً الكذب؛ لغاية ما، وقوله تعالى:{بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}: قد تشمل بما عقدتم الأيمان.
{وَاللَّهُ غَفُورٌ}: حيث لم يؤاخذكم باللغو في أيمانكم، وغفور: صيغة مبالغة تعني كثير المغفرة، وهي ستر الذنوب، والعفو عنها.
{حَلِيمٌ}: لأنه لا يعاقبكم مباشرة، بل يؤخر العقوبة؛ لكي يتوب العبد، ويعفو عنه.
لم يبيِّن الحق سبحانه في هذه الآية ما هي الكفارة (كفارة اليمين)، ولكنه بيَّنه في سورة المائدة، آية (٨٩) فقال تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ}.