للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سورة المؤمنون [٢٣: ١١٠]

{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ}:

{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ}: الفاء: للتوكيد تعود على الّذين خفت موازينهم أمثال رؤساء مشركي قريش، مثل أبي جهل وعقبة والوليد بن المغيرة، اتخذوا الفقراء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كعمار وبلال وخباب وصهيب سخرياً: مصدر سخر والسّخرية: هي استنقاص حقِّ من يسخر به. ارجع إلى سورة التّوبة آية (٧٩)، والزمر آية (٥٦) لمزيد من البيان، ولمقارنة سِخرياً بكسر السين وسُخرياً بضم السين؛ ارجع إلى سورة الزخرف آية (٣٢).

{أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى}: أيْ: شغلكم الاستهزاء والسّخرية بهؤلاء الضّعاف من المؤمنين عن الإيمان والتّوبة، أو ذكر الله.

{وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ}: إنه لم يتوقف الأمر على السّخرية من هؤلاء الضعاف، بل تعدَّاه إلى الضحك منهم، كما قال تعالى: {وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} [المطففين: ٣١].