{تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا}: أيْ: إن تدعوهم إلى الهدى بدلاً من أن يدعوكم هم أنفسهم إلى الهدى؛ لأن هذا هو المفروض، لا يسمعون، وسواء أنتم دعوتموهم، أم هم دعوكم، لا يسمعون في كلا الحالين.
{وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}: النظر: هو الالتفات إلى الشيء؛ أي: توجه العين إلى الشيء دون رؤيته؛ لأن هذه الاصنام بأعينهم الاصطناعية؛ التي لا تبصر، ولا تدرك، ويشبهون من ينظر إليكم، واستعمل هم التي تستعمل للعقلاء؛ استهزاء بالأصنام التي شبَّهوه بها.
{لَا يُبْصِرُونَ}: البصر: رؤية الشيء بوضوح لا يدركون ما يبصرون، أو لا يبصرون أصلاً رغم أنه واضح يمكن رؤيته.
وقد تنطبق هذه الآية على المشركين، والمنافقين؛ الذين ينظرون بأعينهم، وهم لا يبصرون بقلوبهم، أو لا يدركون ما يبصرون، أو يسمعون، ولا يفهمون شيئاً من دِينهم.