للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يس [٣٦: ٣٠]

{يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}:

{يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}: يا النّداء للبعد، أسلوب نداء يراد به التعجب. والمنادي: هو الله سبحانه أو الملائكة، أو كلّ مؤمن يتحسر على الّذين كذبوا بالرّسل.

{يَاحَسْرَةً}: يا النّداء الحسرة أشد الندم مع الشعور بالحزن على نفع قد فات؛ أي يا حسرة احضري هذا زمانك أو أقبلي.

{عَلَى الْعِبَادِ}: العباد جمع: عابد، وهم الّذين اختاروا الإيمان على الكفر أمّا عبيد تشمل الكافر والمؤمن؛ أي: يتحسر المؤمن على من لم يؤمن؛ لأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

{مَا يَأْتِيهِم مِنْ رَسُولٍ}: ما: النافية؛ يأتيهم: من أتى، والإتيان معناه: المجيء بسهولة؛ من استغراقية، تستغرق كلّ رسول؛ أي كلّ رسول استهزأ به قومُه.

{إِلَّا}: أداة حصر.

{كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}: قدّم (به) تكريماً للرسول، ومن يستهزأ برسول فقد استهزأ بكل الرّسل، يستهزؤون من الاستهزاء بصيغة المضارع؛ لتدل على استمرار الاستهزاء وتجدده ولم ينقطع حتّى يومنا الحاضر. وتعريف الاستهزاء: هو تصغير قدر الآخر أو الشّيء، والتّحقير أو الاستخفاف به أو العيب بدون سبب، بينما السخرية تتميز بوجود سبب، ولا يقتضي وجود سبب للاستهزاء كما هو الحال في السخرية التي يسبقها فعل من المسحور منه، والاستهزاء عام قد يكون مثلاً بالله أو آياته أو رسله أو بشيء ما.