{تُخْفُوا مَا فِى صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ}: من الموالاة للكفار، أو مودتهم، قولاً، أو فعلاً، أو محبة.
ما: لغير العاقل، ولصفات العاقل، ومطلقة تشمل كل شيء، تخفوه في قلوبكم، أو تبدوه (تظهروه) بألسنتكم يعلمه الله سبحانه.
وبدأ بالإخفاء، ويشمل الأشياء الحسية والمعنوية، ولا يقتصر علمه على ما في صدوركم، بل هو:{وَيَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ}: ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب، ولا يابس إلا يعلمها، ويعلم ما يجري في السموات والأرض من طاعة ومعصية بسر وعلن.
وذكِر يعلم ما في السموات، وما في الأرض بعد ذكِر ما في صدوركم يمثل ذكر العام بعد الخاص.
{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}: ارجع إلى الآية (٢٦) من نفس السورة؛ للبيان. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٢٨٤) من سورة البقرة وهي قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ}: نجد أن آية البقرة جاءت في سياق الحساب يوم القيامة، وقدم الإبداء على الإخفاء، وآية آل عمران جاءت في سياق العلم، وقدم الإخفاء على الإبداء.