سورة الأعراف [٧: ٢٤]
{قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}:
{قَالَ اهْبِطُوا}: اهبطوا هبوط مكانة، ومنزلة؛ إذ كانت جنة آدم على الأرض، وليست هي جنة الخلد، كما قال بعض المفسرين.
والهبوط نوعان: هبوط مكانة ومنزلة، أو هبوط مكاني من أعلى إلى أسفل.
انتبه! لم يقل: منها في هذه الآية فقط: {اهْبِطُوا}؛ لأنه قد يكون هبوط مكانة، ومنزلة، وليس هبوطاً من مكان عالٍ إلى مكان أسفل.
{اهْبِطُوا}: تشمل آدم، وزوجه، وإبليس، وقيل: آدم وإبليس؛ خوطبا بصيغة الجمع؛ لأنهما أصل الإنس والجن.
{بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}: لم يقل: (أعداء)، بل قال -سبحانه وتعالى- : {عَدُوٌّ}؛ لأن العداوة واحدة في سببها، وفي نوعها، وهي عدم طاعة الله وعصيانه، ويقول: أعداء: إذا كانت العداوات مختلفة الأسباب، والعداوة: هي بين آدم ونسله، والشيطان.
{وَلَكُمْ فِى الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}: أيْ: إلى انقضاء الأجل: وهو الموت.
{مُسْتَقَرٌّ}: مكان استقرارٍ، وإقامة مؤقت.
{وَمَتَاعٌ}: ومكان تمتع، والمتاع: ما ينتفع به: من مشرب، وملبس، ومسكن، وأداة، وآنية.
{إِلَى حِينٍ}: ولتعريف المتاع: ارجع إلى الآية (١٤) من سورة آل عمران.
إلى: حرف يستعمل لكل الغايات الزمنية؛ البداية، أو النهاية، أو المنتصف.
بينما حتى: تستعمل لنهاية الغاية الزمنية.
وحين: زمن غير محدد قد يطول، أو يقصر يقدر سنين، أو شهور، أو أياماً، أو ساعات، والحين: يطلق على اللحظة الآن، والحين: هو الوقت الذي يحين فيه المقدور.
استعمل إلى، ولم يستعمل حتى؛ لأن الاستقرار، والتمتع قد يطول، أو يقصر؛ بحسب عمر الشخص.
ولم يستعمل حتى؛ لأن حتى: حرف نهاية الغاية؛ أي: التمتع والاستقرار يجب أن يدوم حتى نهاية العمر، وهذا أمر غير مؤكد؛ لما يصيب الإنسان من تغيرات في كل مرحلة، أو زمن.