{يَرَوْنَ}: رؤية قلبية، ورؤية بصرية معاً؛ أيْ: يتفكرون، ويرون بأعينهم ماذا يحدث لهم في كل عام.
{أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ}: أن للتوكيد؛ يفتنون: الفتنة: هي الابتلاء، والابتلاء يكون بالخير، والشّر؛ يفتنون: بالمرض، والقحط، أو الجهاد، أو نقص في الأموال والأنفس. ارجع إلى سورة آل عمران، آية (٧)، والعنكبوت، آية (٢-٣).
{فِى كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ}: في: ظرفية زمانية؛ كل عام: جاء بكلمة (عام) الّتي تأتي في القرآن عادةً في سياق الخير، وكلمة السّنة تأتي في سياق الشّر؛ لأنّ الفتنة في كل عام هي لصالحهم؛ لكي يتوبوا، أو يذكروا، ويرجعوا عن شركهم، وكفرهم، ونفاقهم؛ فالفتنة غايتها إنقاذهم.
{ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ}: ثمّ هنا: ليست للتراخي في الزّمن، لا: النّافية، لا يتوبون: لا يكفون ويرجعون إلى الله.
{وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}: وتكرار لا: النّافية؛ لزيادة التّوكيد، وفصل كل من التّوبة عن التّذكر، والإيقاظ؛ يذكرون: من التّذكر، وعدم النّسيان، يذكرون: يتعظون، ويصحون من غفلتهم، ويعودون إلى رشدهم، يذكرون، ولم يقل: يتذكرون. يذَّكَّرون: فيها مبالغة في التذكر وتعني: التذكر الشديد، أو القوي، والتذكر القلبي الذي ربما يوقظ قلوبهم ويتوبوا إلى الله توبة نصوحاً، وأما يتذكرون: تأتي في سياق التذكر العقلي، أو الفكري الذي يحتاج إلى زمن طويل. ارجع إلى سورة الأنفال آية (٥٧) لمعرفة الفرق بين يذكرون، ويتذكرون.