{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}: تعني لا أحد أظلم، فالذي يفتري على الله كذباً هو أظلم النّاس أجمعين. وكذباً: جاءت بصيغة النّكرة؛ تعني: أيّ كذبٍ مهما كان نوعه وصغره، ولم يقل الكذب بـ أل التّعريف الّذي يعني: كذباً معيناً.
وإيراد هذا الخبر بصيغة الاستفهام أقوى في التّقرير والإبلاغ مما لو جاء بالخبر بدون استفهام وقال: لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذباً مثل الولد أو الشّريك والآلهة؛ لأنّ الخبر يأتي من المتكلم، والإقرار يأتي من السّامع، والعرب لا تستعمل الاستفهام إلا حينما تكون واثقة أنّ الجواب سيأتي من المستمع وفق ما يريد المتكلم.
{أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ}: لما ظرفية زمانية بمعنى: حين جاءه؛ أي: كذب بالصّدق بالنّبي -صلى الله عليه وسلم- حين بعثه الله أو كذب بالقرآن حين أنزله الله تعالى عليه.
{أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ}: أليس استفهام إنكاري وتقرير، أليس: ألا يستحق هؤلاء وأمثالهم ممن كذبوا بآيات الله وبرسوله أن يُلقى بهم في جهنم كمثوى لهم، في جهنم: في: ظرفية، جهنم: مشتق من كونها كريهة المنظر، بعيدة القعر. ارجع إلى الآية (١٨) من سورة الرّعد، مثوى: هو المكان الضّيق والمطبق والدّائم، ومكان الإقامة الجبرية. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٥١) لمزيد من البيان ومعرفة الفرق بين مثوى ومأوى، للكافرين: اللام لام الاختصاص أو الاستحقاق، الكافرين: الّذي أصبح الكفر صفتهم وسمتهم الثّابتة.