في الآيات السّابقة (٩-٢٢) رأينا ما سيحل بالّذين كفروا، أمّا بالنّسبة للذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهؤلاء يدخلهم الله تعالى جنات: جمع: جنة، جنات الفردوس أو عدن أو المأوى أو النّعيم أو دار السّلام. ارجع إلى الآية (١٤) من نفس السورة.
{تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}: أي: تنبع من تحتها الأنهار.
{يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا}: يحلون؛ أي: يلبسون فيها من الحلية الّتي هي الأساور من الذّهب واللؤلؤ، ويحلّون: جاءت بصيغة المضارع؛ لتدل على التّكرار والتّجدد والاستمرار. من أساور: من ابتدائية، من ذهب ولؤلؤاً:(من) لبيان الجنس الذّهب واللؤلؤ، ولا تعني البعضية بل تعني الكثرة.
{وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}: أي: في الجنة، من حرير: من لبيان الجنس وتعني الكثرة، حرير بنوعيه السّندس؛ أي: النّاعم، والإستبرق الغليظ.
لنقارن قوله تعالى:{وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} سورة الإنسان الآية (٢١) مع قوله تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا} أي: الأجر والثّواب في آية الحج أعظم وأفضل، ولنقارن قوله تعالى:{أَسَاوِرَ} و {أَسْوِرَةٌ} سورة الزّخرف الآية (٥٣): أساور: جمع كثرة، بينما أسوِرة: جمع قلة، أساور أعظم وأفضل من أسوِرة.