سورة الطلاق [٦٥: ١٢]
{اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا}:
{اللَّهُ}: ارجع إلى سورة التغابن آية (١٣) للبيان، وتقديم الله تفيد الحصر والقصر.
{الَّذِى خَلَقَ}: اسم موصول يفيد التعظيم {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} ارجع إلى سورة الأنبياء آية (٣٠) وسورة الأعراف آية (٥٤) وفصلت آية (١٠-١١) للبيان.
{وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}: أيْ: وخلق سبع أرضين، وقيل: سبع أرضين، أيْ: سبع طبقات.
١ - الطبقة المركزية: (اللب) مكون من الحديد الجامد ومعدن النيكل الجامد.
٢ - الطبقة خارج المركزية: مكونة من الحديد السائل والنيكل السائل.
٣ - ثلاثة أوشحة السفلي والمتوسط والعلوي.
٤ - الصفيحة القارية تحت البحار.
٥ - القشرة الأرضية.
وهذا هو أرجح التفاسير العلمية، وهناك من قال: سبع أرضين، أيْ: سبع بيئات مختلفة على سطح الأرض تختلف كل بيئة عن غيرها بالرطوبة والنباتات والمعادن، وغيرها، وهناك من قال مثلهن ليس المقصود به العدد، وإنما أمور أخرى في مراحل الخلق والتسخير والإعداد.
{يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}: أيْ: ينفذ قضاؤه وحكمه سبحانه فيهنَّ، أو يتنزل الوحي أو الأمر بين السّموات والأرض، والأمر هو أمر الله تعالى من وحي أو أمر أو نهي أو ما يدبِّره الله من شأن وموت وحياة وعطاء ومنع.
{لِتَعْلَمُوا}: اللام لام التعليل والتّوكيد.
{أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}: أنّ: لزيادة التّوكيد، على كلّ شيء قدير: ارجع إلى سورة البقرة الآية (٢٠) للبيان.
{وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا}: وأنّ الله: للتوكيد، قد: لزيادة التّوكيد، أحاط بكلّ شيء علماً: أيْ: وسع كلّ شيء علماً، بكلّ: الباء للتوكيد، كلّ لزيادة التّوكيد، علماً: يتناول الموجود والمعدوم.
وختمت هذه السورة بقوله تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا} لأنّ كثيراً من آيات هذه السّورة مرتبطة بعلم الله تعالى وقدرته فجاءت الخاتمة لتؤكد على ذلك.