سورة التوبة [٩: ٧٩]
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِى الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}:
{الَّذِينَ}: اسم موصول يعود على المنافقين.
{يَلْمِزُونَ}: من اللمز: وهو أن يعيب شخص على آخر، وهو غير حاضر، وأما الهمز: فهو أن يعيب شخص على آخر، وهو حاضر.
والعيب: يكون بالقول، أو الفعل، أو بالإشارة بالعين، أو الفم، أو اليد.
يلمزون بصيغة المضارع بدلاً من لمزوا؛ لتدل على تجدُّد، وتكرُّر هذا الفعل، واستمرارهم عليه.
{الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِى الصَّدَقَاتِ}: المطوعين: جمع مطوع، أو متطوع. المتطوعون: المتبرعون، المتصدقون من المؤمنين، والمطوع: هو الّذي يزيد على ما فرض الله عليه من جنس ما فُرض، وهذا يسمَّى الإحسان، وهو نوعان: إحسان الكم، وإحسان الكيف.
يعيبون على المطوعين من المؤمنين في الصّدقات: يعيبون على الفرض ما فرضه الله ورسوله؛ سواء كان المقدار قليلاً، أو كثيراً؛ فإذا كان المقدار كثيراً يقولون: جاء المطوع رياء، وإذا كان قليلاً يقولون عن صاحبه: بخيل.
{وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}: الجهد: هو الشّيء القليل من المال؛ إلا طاقتهم، وما يقدرون عليه من التّصدق، وجُهد المقل قدر ما يتحمله حال القليل المال.
{فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ}: السّخرية: استنقاص حق من يسخر منه، وفيها معنى الإذلال لمن يسخر منه، والتّسخير في الأصل التّذليل.
والسّخرية: تكون خاصَّة بالأشخاص، أو أعمالهم، والسّخرية تدل على فعل قام به المسخور منه أولاً، ويسخرون بصيغة المضارع؛ للدلالة على حكاية الحال إحضار فعل السّخرية؛ كأنه يحدث الآن.
{سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ}: أيْ: جازاهم الله على سخريتهم، وهذا من باب المشاكلة في القول، أو أذلهم الله، وأنقص قدرهم، والله سبحانه غني عن السّخرية من أحد.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: لهم: اللام: لام الاستحقاق، والاختصاص.
{عَذَابٌ أَلِيمٌ}: شديد الإيلام في الآخرة لا يطيقونه.
سورة التّوبة [الآيات ٨٠ - ٨٦]