انتبه: لماذا لم يأتِ الله سبحانه بهذه الآية أولاً محذِّراً من الشّرك قبل الإيمان، وجاءت بعد آية الإشفاق والخشية وآية الإيمان بآيات الله تعالى؟
الجواب: لأنّه سبحانه لا يتحدَّث عن الشّرك الجلي والشّريك والولد والندِّ في هذه الآية إنما يتحدَّث عن الشّرك الخفي وهو الرّياء الّذي لا يكاد يخلو منه مؤمنٌ، ولذلك جاءت متأخرة.
{وَالَّذِينَ هُمْ}: تفيد التّوكيد والمدح.
{بِرَبِّهِمْ}: الباء للإلصاق والمصاحبة.
{لَا يُشْرِكُونَ}: لا النّافية، يشركون: شركاً خفياً، أيْ: لا يراؤون، ناهيك عن الشّرك الجلي، فهذا غير وارد في حقِّهم، أو لا يتصور أن يكون من صفاتهم بعد الخشية والإشفاق والإيمان، وهذا تحذير شديد فربما يكون هناك من يفعل ذلك، فيا حسرة عليهم.