سورة الفتح [٤٨: ٢٣]
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}:
{سُنَّةَ اللَّهِ}: تعريف السّنة: طريقته وعادته سبحانه تكون على مثال سابق أجراه الله على خلقه وكونه سابقاً.
{الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ}: مضت من قبلُ: بالضّم وتدل على زمن معين. ولم يقل من قبلِ بالكسر التي تدل على زمن بعيد أو قريب؛ أي: في أيّ زمن غير محدد.
{وَلَنْ}: نافية للاستقبال القريب والبعيد.
{تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}: أي يبدّل الهلاك بالعفو مثلاً، أو العذاب بعذاب آخر.
أما قوله تعالى: {وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} [فاطر: ٤٣]؛ تعني: يحوّل العذاب من قوم إلى قوم، فسُنن الله سبحانه لا تُبدّل ولا تتغير ولا تتحوّل، ارجع إلى سورة النساء آية (٢٦) لمزيد من البيان، وإلى سورة فاطر آية (٤٣).
ما الفرق بين السّنّة والعرف والعادة؟
السّنّة كما ذكرنا في مطلع الآية.
العادة: مأخوذة من العَود أو المعاودة؛ أي: التّكرار، العادة تتحقق بتكرار العمل، والعادة تطلق على ما يعتاده الإنسان بنفسه (عادات في الأكل والشّرب والحديث) العادة إذن فردية.
أما العادات التي تعتادها الجماهير أو الجماعات وتقوم بها يطلق عليها: العرف.
العرف: ما تعارف عليه النّاس من قول أو فعل أو ترك، وتواصَوا به في شؤونهم الحياتية، حيث ألِفوه واطمأنّوا إليه فأصبح أمراً معروفاً.
أي: هو ما اعتاده وألِفه النّاس وتعارفوا عليه، واستقرّ في نفوسهم وساروا عليه من قول أو فعل أو العرف (العادة الجارية المشتركة بين النّاس).
والتقليد: أن يقلّد الإنسان من سبقه من الآباء والأجداد، أو أن يفعل ما فعلوه بدون تفكير أو استعمال العقل، فالتّقليد: هو إلغاء للفكر والعقل، وهو مذموم، وهناك تقليدٌ مستحبٌّ مثل تقليد الصحابة.