للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يونس [١٠: ١٠٠]

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}:

{وَمَا كَانَ}: الواو: عاطفة، ما: نافية. كان: ما كان لنفس القدرة، والاستطاعة أن تؤمن.

{لِنَفْسٍ}: اللام: لام التّعليل.

{أَنْ}: مصدرية؛ تفيد الاستقبال.

{إِلَّا}: أداة حصر.

{بِإِذْنِ اللَّهِ}: بمشيئة الله وإرادته. والإذن: اسم للكلام الذي يفيد إباحة فعل أو قول، وتكون للعمل الذي ليس لنا فيه أي تدخل أو يد.

{وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ}: الرّجس في اللغة: اسم لكلّ ما استقذر من عمل حسياً، أو معنوياً، ويطلق على ما يُستقبح في الشرع؛ فيها مبالغة في ذمّ بعض الأشياء، وسمّاها الله سبحانه: رجساً. وبما أن فعل الرجس يؤدي إلى الإثم والذنب والضلال، وهذا بدوره يؤدي إلى العذاب؛ فالرجس قد يعني: العذاب. ارجع إلى سورة البقرة آية (٥٩) لمزيد من البيان في معنى الرجس.

{عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}: لا يعقلون: الحجج، والدلائل، ومن يعقل الشّيء يعرفه بدليله، ويفهمه بأسبابه، ونتائجه. أمثلة لا يعقلون: أن الهداية، والإيمان بيد الله، ولا شيء يحدث إلا بإذنه؛ {فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}، وأن الله لا يهدي القوم الكافرين، أو الظالمين، أو الفاسقين.