{الَّذِينَ يَكْفُرُونَ}: يكفرون، ويقتلون جاءت بالفعل المضارع؛ ليدل على قباحة ما فعلوه (وهذا يسمى حكاية الحال). ارجع إلى الآية (٦١) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.
{بِآيَاتِ اللَّهِ}: الباء: للإلصاق، الآيات: وتشمل آيات الكتاب، أو المعجزات، أو الآيات الكونية، أو البينات، والكفر بآيات الله يعني: إنكارها، وعدم التصديق بها.
{وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّنَ}: ولم يقل: الرسل؛ لأنه لم يقتل رسول أبداً، ولكنهم قتلوا بعض الأنبياء الذين أرسلوا إليهم. ويقتلون: جاءت بصيغة المضارع (الحال) لتدل على بشاعة القتل وكأنه يحدث الآن.
{بِغَيْرِ حَقٍّ}: بغير سبب، وقتل أي نبي من أكبر الذنوب؛ أي: ليس لهم أي حق في قتله، فهو لم يقتل لهم قريب، أو بعيد، أو يتعدى عليهم حتى يراد القصاص منه. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٦١)؛ لمقارنة هذه الآية مع الآيات الأخرى مثل:{وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّنَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[البقرة: ٦١]، {وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}[آل عمران: ١١٢]، {وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}[النساء: ١٥٥].
{وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ}: ويقتلون بصيغة الحاضر؛ لاستحضار مشهد قتلهم؛ لبشاعته، والتذكير به (حكاية الحال) الذين يأمرون بالقسط: هم من يأمرون بالعدل، وبالمعروف، وينهون عن المنكر، ورفع الجور والظلم عن الناس، أو أهل الدعوة، ومن يدافعون عن الأنبياء والدِّين.
{فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}: استعمل البشارة بدلاً من وأنذرهم بعذاب؛ للتهكم عليهم، والفاء: رابطة لجواب الشرط؛ أي: فبشرهم الآن بعذاب أليم، شديد الإيلام.