للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الزمر [٣٩: ٥٤]

{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}:

المناسبة: بعد ذكر المغفرة قيدها بشروط ثلاثة هي:

١ - الإنابة.

٢ - الإسلام له.

٣ - اتباع القرآن أو السّنة.

{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ}: الإنابة: السّرعة في التّوبة والرّجوع إليه بالكف عن المعاصي والنّدم وعدم العودة إليها وكثرة النّوافل والإحسان ورد الحقوق إلى أهلها.

فلا مغفرة من دون إنابة وتوبة إلى الله وحده.

{وَأَسْلِمُوا لَهُ}: أخلصوا له من الشّرك ظاهراً وباطناً بالتّوحيد توحيد الألوهية لا تعبدوا إلا إياه وتوحيد الرّبوبية والصّفات والأسماء، أسلموا له: اعبدوا الله وحده، ولم يقل: له أسلموا.

ارجع إلى سورة الحج آية (٣٤) معرفة الفرق.

{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ}: أن يحل عليكم أو ينزل بكم العذاب في الحياة الدّنيا أو في الآخرة (عذاب القبر أو عذاب جهنم). وهناك فرق بين يأتيكم العذاب، ويحل عليكم العذاب، يأتيكم العذاب؛ أي: يمكن أن يأتيكم ثم يزول وينكشف، أما يحل عليكم: تدل على الثبوت والدوام وعدم الزوال.

{ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}: ثم للترتيب والتّراخي في الزّمن، ثم يوم القيامة، لا: النّافية، تنصرون: في الآخرة، فتجدون أيَّ نصير أو معين يمنع أو يدفع عنكم عذاب الله.