{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ}: أشراف قومه، أو ممثلي القوم، سادة القوم، ولم يكن بينهم مؤمن آنذاك، ولو كان فيهم مؤمن لتغيرت الآية إلى: وقال الملأ الذين كفروا من قومه، وهم الّذين اتصفوا بثلاث صفات:
١ - كفروا بالله وجحدوا بوحدانيته.
٢ - وكذبوا بيوم القيامة والبعث والجزاء. انظر كيف شبه الآخرة بشخص سوف يلاقى ويشاهد لإدخال الهلع والروع في قلوب الذين كفروا وكذبوا بالله واليوم الآخر.
٣ - أترفناهم في الحياة الدّنيا حتّى بطروا وجحدوا بنعم الله ولم يشكروا المنعم.
{وَأَتْرَفْنَاهُمْ}: وسَّعنا عليهم نعم الدّنيا حتّى بطروا وفسدوا، هؤلاء الملأ أسوأ وأقبح من الملأ من قوم نوح. ارجع إلى سورة الزخرف آية (٢٣) لبيان معنى الترف، والمترف.
{مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}: ما النّافية، هذا اسم إشارة يفيد القرب وتشير إلى هود -عليه السلام- ، والهاء للتنبيه واللام للبعد، إلا: أداة حصر، أيْ: هو حصراً، بشر مثلكم.
{يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}: فكيف ترضون برجل منكم ليس له أي سمة أو فضل أو جاه، حتّى يأمركم وينهاكم ويعدكم بالخروج من القبور والبعث ويطلب منكم طاعته.