للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المؤمنون [٢٣: ٣٣]

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}:

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ}: أشراف قومه، أو ممثلي القوم، سادة القوم، ولم يكن بينهم مؤمن آنذاك، ولو كان فيهم مؤمن لتغيرت الآية إلى: وقال الملأ الذين كفروا من قومه، وهم الّذين اتصفوا بثلاث صفات:

١ - كفروا بالله وجحدوا بوحدانيته.

٢ - وكذبوا بيوم القيامة والبعث والجزاء. انظر كيف شبه الآخرة بشخص سوف يلاقى ويشاهد لإدخال الهلع والروع في قلوب الذين كفروا وكذبوا بالله واليوم الآخر.

٣ - أترفناهم في الحياة الدّنيا حتّى بطروا وجحدوا بنعم الله ولم يشكروا المنعم.

{وَأَتْرَفْنَاهُمْ}: وسَّعنا عليهم نعم الدّنيا حتّى بطروا وفسدوا، هؤلاء الملأ أسوأ وأقبح من الملأ من قوم نوح. ارجع إلى سورة الزخرف آية (٢٣) لبيان معنى الترف، والمترف.

{مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}: ما النّافية، هذا اسم إشارة يفيد القرب وتشير إلى هود -عليه السلام- ، والهاء للتنبيه واللام للبعد، إلا: أداة حصر، أيْ: هو حصراً، بشر مثلكم.

{يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}: فكيف ترضون برجل منكم ليس له أي سمة أو فضل أو جاه، حتّى يأمركم وينهاكم ويعدكم بالخروج من القبور والبعث ويطلب منكم طاعته.