{تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}: نفس: نكرة؛ أي: لا تعلم أيّ نفس (لا نفس ملك من الملائكة أو نفس رسول ولا نبي ولا أحد)، ما أخفي لهم، ما: اسم موصول بمعنى الّذي أو استفهامية، وما أوسع شمولاً من الذي، أخفي: بصيغة المبني للمجهول؛ أي: ما خُبِّئ لهم؛ أي: لهؤلاء الّذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، من: استغراقية، قرة أعين: قرة أعين مشتقة من القرور؛ أي: السكون، وقرّ في مكانه؛ أي: استقر فيه، ولا يستقر الإنسان في المكان إلا إذا توفرت فيه مقومات الحياة والرّاحة، وقرة أعين مشتقة من: القرّ وهو البرد الشّديد، وقيل: العين الباردة هي العين المسرورة، والعين السّاخنة هي العين الحزينة، والمراد به قرة أعين؛ أي: في جنات النّعيم والخلد ما تُسرّ به أعينهم وتفرح به وتطمئن، من المساكن والقصور والطّعام والشّراب والحور العين وغيرها.
وكما جاء في الحديث القدسي كما روى البخاري ومسلم والتّرمذي قال تعالى: أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: الجزاء: مقابلة الشّيء بالشّيء؛ أي: ثواباً، بما كانوا يعملون في الدنيا، ويعملون تضم الأقوال والأفعال. ارجع إلى الآية (١٤) من السّورة نفسها.