{يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}: هم لا ينكرون أنّ الله هو الخالق للسموات والأرض، والخالق لهم، كما ورد في قوله:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان: ٢٥]. {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[الزخرف: ٨٧]، فهم لا ينكرون بداية الخلق، ولكنّهم ينكرون البعث والنّشور بعد الموت، ومع أنّ إعادة الخلق أهون من بداية الخلق فالله سبحانه يبدأ الخلق ويعيده، كما قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِى يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم: ٢٧]. ويجب الانتباه إلى كلمة بدأ الخلق؛ أي: الخلق الأول؛ أي: النشأة الأولى [الواقعة: ٦٢]، وكلمة يُبدؤ الخلق تدل على تجديد وخلق مستمر في كل عام أو فترة وفترة.
{وَمَنْ يَرْزُقُكُم مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}: من السّماء المطر، الشّمس كطاقة شمسية والرّياح تستعمل لتوليد الطّاقة والأرض بالنّبات والزّرع والبترول والغازات والمعادن الذّهب والفضة وغيرها مثل الحديد والنّحاس.
{أَءِلَاهٌ مَعَ اللَّهِ}: ارجع إلى الآية السّابقة (٦٠) للبيان.
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}: بعد أن نزه الله سبحانه ذاته عما يشركون بعد ذكر الأدلة على وحدانيته وألزمهم بالحجة يطلب منهم أن يأتوا بالبرهان، والبرهان: هو الحجة الفاصلة، أو الدليل القاطع؛ إن كنتم صادقين أنّ لله شريك في الملك أو في الخلق أو التّدبير أو الهداية أو الإجابة أو الإحياء والإماتة أو الرزق أو أيِّ شيء، إن شرطية تفيد الشّك أو القدرة على الإيتاء بأيِّ برهان أو دليل.
{كُنتُمْ صَادِقِينَ}: في أن لله شريكاً؛ أي: إنكم كاذبين حين تجعلون مع الله إلهاً آخر.