{أَلَمْ تَرَ}: ارجع إلى الآية (١٩) من نفس السّورة.
{إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}: الذين: اسم موصول، والنّعمة: لا تكون إلا حسنة.
{بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}: أي: الإسلام، والإيمان فبدلاً من أن يشكروا المنعم على نعمه كفروا بها؛ أي: أنكروها، وستروها، وانتبه إلى كيفية كتابة نعمت بالتّاء المفتوحة، وليس بالتّاء المربوطة؛ لأنّ من خصائص القرآن: أنّ نعمت: بالتّاء المفتوحة؛ تعني: نعمة خاصة، وليس عامة، وهي نعمة الإيمان، والإسلام؛ فهي نعمة خاصة بالمؤمنين، وتعني نعم كثيرة العدد؛ أمّا نعمة بالتّاء المربوطة؛ تعني: نعمة ظّاهرة للعيان، وهي نعمة عامة للبشر؛ وتعني أيضاً: نعمة واحدة.
{وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}: أي: أنزلوا، أو أوردوا قومهم مورد أو منزل الهلاك بإضلالهم، ومنعهم من الدّخول في الإسلام، وصدهم عن سبيل الله، وحملهم على الكفر.
{دَارَ الْبَوَارِ}: البوار: أصلها: أرض لا تصلح للزراعة؛ أرض بور لا خير فيها؛ البوار: الهلاك؛ أي: دار الهلاك؛ أي: جهنم، ويدل على ذلك قوله تعالى بعدها:{جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ}.