{صَبَرَ}: على الظّلم ولم يؤذِ أخاه المسلم، ولم ينتصر وهو قادر على أن ينتصر لنفسه.
{وَغَفَرَ}: ستر الظّالم ولم يفضحه ابتغاءَ وجه الله، وفوّض أمره إلى الله محتسباً إلى الله تعالى لعلّ الظّالم يرتدع ويعود إلى صوابه ويتوقف عن غيّه وفساده وظلمه بمعاملتك له بالحسنى.
{إِنَّ ذَلِكَ}: إن: للتوكيد، ذلك: اسم إشارة واللام للبعد، ذلك الصّبر والغفر.
{لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}: أي من الأمور العظيمة الّتي تحتاج إلى عزم وإرادة وقوة (عزيمة قوية لا تنفد) ولا يستطيع القيام بها إلا أولو العزم وأولو الألباب، والتّدرج يكون من الأدنى إلى الأعلى كما يلي: من أساء إليك وظلمك كيف تقابله:
١ - تعفو عنه.
٢ - وتصبر على أذاه.
٣ - تصفح عنه ولا تذكره بما فعل.
٤ - تدعو له بالإصلاح والهداية.
لنقارن هذه الآية (٤٣) من سورة الشّورى وهي قوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} مع الآية (١٧) من سورة لقمان وهي قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}: في آية الشّورى ذكر صفتين مطلوبتين: الصّبر والغفران (ولمن صبر وغفر)، في آية لقمان ذكر صفة واحدة مطلوبة وهي: الصّبر (واصبر على ما أصابك). وكذلك في آية الشّورى ذكر فيها الإساءة والأذى والظّلم الحاصل من الظّالم أو الجاني، بينما في آية لقمان وهي عبارة عن وصية أب لابنه لم يذكر فيها أيّ أذى أو إساءة، ولذلك أكّد في آية الشّورى فقال: إن ذلك لمن عزم الأمور (أكد باللام) بينما في آية لقمان لم يؤكد فقال: إنّ ذلك من عزم الأمور.