للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة فصلت [٤١: ٥٠]

{وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِى وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّى إِنَّ لِى عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}:

{وَلَئِنْ}: الواو: عاطفة، لئن: اللام لام التوكيد، إن: شرطية تفيد الاحتمال أو الافتراض، بينما لو قال: وإذا التي تدل على حتمية الحدوث وبكثرة.

{أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ}: ولئن آتيناه أو أنعمنا عليه وفرَّجنا عنه كربه، أو أغنيناه من بعد فقر، أو شفاء بعد مرض، أو أنزلناه منزل جاهٍ بعد ذلٍّ.

والفرق بين أذقناه وأنعمنا عليه: الإذاقة تكون في الخير والشر والرحمة والضر، أما أنعمنا فتكون فقط في الخير.

{رَحْمَةً}: نكرة تشكل كل أنواع الرحمة، والرحمة تعني: جلب ما يَسُرُّ ودفع ما يَضُرُّ.

{رَحْمَةً مِنَّا}: ولم يقل: رحمة من عندنا، أو من لدنا؛ لأن رحمة منا تعني: رحمة عامة تعم كل المخلوقات، والصالح والطالح، بينما رحمة من عندنا: تخص أو تأتي في سياق المؤمنين، ورحمة من لدنا: تأتي في سياق الرسل والأنبياء والمقربين خاصة إلى الله سبحانه.

{مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ}: الضراء ما يصيب المجتمعات، وبالتالي الفرد من زلازل وبراكين وأوبئة أو حرائق أو عواصف.

الضُّر: يكون مقصوراً على النفس أو ما يصيب الفرد.

وأما الضَّر: ضد النفع.

{لَيَقُولَنَّ هَذَا لِى}: اللام لام التوكيد، والنون في يقولنَّ لزيادة التوكيد.

{هَذَا لِى}: الهاء للتنبيه وذا اسم إشارة، أيْ: ما حصل من فرج أو تغير في الحالة من فقر إلى غنى، أو مرض إلى صحة وعافية، أو ما حصل له من جاه بعد ذلٍّ.

{هَذَا لِى}: أيْ: هذا شيء أستحقه بسبب ما فعلته بجهدي وتفكيري وقدرتي على كذا وكذا أو ذهابي إلى الطبيب، أو بسبب ما قمت به من وقاية مثل تركت المكان أو التجأت إلى كذا أو هو إكرام من الله لي، ومن بطر النعمة يغفل عن شكر المنعم، وينشغل بالنعمة، ولا يعلم أنه ابتلاء واختبار من الله تعالى.

{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}: ولا يكتفي بالقول هذا لي، بل يتعدَّى ذلك إلى القول: لا حساب لا جزاء، لا بعث ولا آخرة، أيْ: ينكر كل ذلك بما فيها الساعة.

{وَلَئِنْ}: اللام للتوكيد، إن: شرطية تفيد الاحتمال والشك. أيْ: في حال أن هناك حساباً ورجوعاً إلى ربي، ولم يقل: وإذا؛ ارجع إلى مطلع الآية لمعرفة الفرق بين لئن وإذا.

{رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّى إِنَّ لِى}: للتوكيد، {عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى}: أي: الجنة واللام في للحسنى: لام الاختصاص والاستحقاق، أي: استحق الجنة؛ لأن الله راض عني أو سيعطيني كما أعطاني في الدنيا.

{فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}: أيْ: يوم القيامة لننبئنَّ الذين كفروا: لننبئنَّ من النبأ، وهو الخبر العظيم، أيْ: لنخبرنَّهم بالخبر العظيم. واللام والنون في لننبئنَّ: للتوكيد وزيادة التوكيد.

{بِمَا}: الباء للإلصاق والإلزام، ما: اسم موصول بمعنى الذي عملوا أو مصدرية بأعمالهم وما تفيد العموم والشمول كل شيء عملوه.

{عَمِلُوا}: في الحياة الدنيا من الآثام والذنوب والسيئات والشرك والكفر.

{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ}: الواو عاطفة واللام والنون في لنذيقنهم للتوكيد وزيادة التوكيد.

{مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}: من: ابتدائية، عذاب غليظ: نوع من أنواع العذاب ومنها الشديد والمهيمن والعظيم والغليظ، وقد يعني المضاعف.