{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}: ما عظموا الله التّعظيم اللائق به وما قدروه حقَّ قدره حين أشركوا في عبادته.
ونسبوا إليه الصّاحبة والولد والبنات والشّريك والنّد.
{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: والأرض: الواو: واو الحال، وفي هذه الآية إشارة إلى نهاية الكون، ونهاية حياة الإنسان على هذه الأرض عند النفخة الأولى (نفخة الفزع والصعق)، ثم يعود ويخلق مرة أخرى (النشأة الأخرى) عند النفخة الثانية (نفخة البعث أو القيام). والأرض جميعاً قبضته: تعني أيضاً تحت سيطرته وهيمنته، وتعني: القوة والقدرة على التحكم فيها.
ومراحل الآخرة: المرحلة الأولى: بعد أن تقوم السّاعة وتمور السّماء وتنفطر وتتشقق، وتكون وردةً كالدِّهان، وتسير الجبال وتتفتت، وتتطاير كالعهن المنفوش، والبحار تسجر والشّمس تكور.
المرحلة الثّانية: مرحلة قبض الأرض وطي السّماء (السّموات السّبع).
المرحلة الثّالثة: التّبديل يوم تبدل الأرض غير الأرض والسّموات. {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} تدل على أنّ قدرة الله سبحانه العظيمة على جميع مليارات النّجوم، ومليارات الكواكب والمجرات، رغم بعدها عن بعض مليارات السّنين الضّوئية، ورغم اتساعها كلها تعود كما بدأت إلى نقطة البدء والخلق، وكما قال تعالى:{يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ}[الأنبياء: ١٠٤]، ثم يخلق الله سبحانه سماء جديدة، وأرضاً جديدة، كما قال تعالى:{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}[إبراهيم: ٤٨]، سبحانه {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[البروج: ١٦].
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}: أيْ: يا رب أصفك بكل كمال وأنزهك تنزيهاً كاملاً مطلقاً عما لا يليق بجلالك وعظيم سلطانك، تنزيهاً لذاتك وصفاتك وأفعالك وأسمائك تنزيهاً عن أيِّ شيء يوجد في البشر، ومن كلّ نقص أو عيب، ومن الشّريك والصّاحبة والولد والبنت والنّد والمثيل والولي، ومما يقولون عليك غير الحق، وأنت العلي الأعلى لا يعلوك أحد، وأنت الأعلى على كلّ واحد علو القدر والصّفات والعلم والملك والكبرياء والجلال والمجد والعزة والقهر، العلي عن الأشباه والأمثال والشّريك والولد والنّد والنّظير.