المناسبة: في الآية السّابقة ذكر الّذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان، وجدالهم ناتج عن الكبر الّذي أدى إلى عدم إيمانهم بوحدانية الله تعالى، وعدم إيمانهم بالبعث والحساب والجزاء، فردّ الله عليهم بكثير من الآيات والأدلة والبراهين القاطعة الّتي تدل على أنّه الإله الحق واجب الوجود، وتدل على عظمته وقدرته على البعث والحساب، منها:
١ - خلق السّموات والأرض.
٢ - جعل الليل ليسكنوا فيه والنّهار مبصراً.
٣ - جعل الأرض قراراً والسّماء بناءً.
٤ - صوّركم فأحسن صوركم.
٥ - رزقكم من الطّيبات.
{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: اللام لام التّوكيد، وهناك من يقول: إنّها لام القسم.
{أَكْبَرُ}: من خلق النّاس، أكبر على وزن: أفعل وتعني: أعظم.
ومن الأمثلة على ذلك مجرة التّبانة الّتي فيها حوالي (٢٠٠) مليار نجم، والتي هي مجرتنا، وهناك أكثر من ألف مليون مجرة، وهذه النّجوم تدور وفي كلّ ثانية تكون في موقع جديد، والشّمس تجري بسرعة (١٩) كم في الثّانية نحو مستقرها؛ أي:(صولرايبكس)، وفي الوقت نفسه تجري حول مركز المجرة بسرعة (٢٢٠كم/ ثانية) لتكمل دورتها حول مركز المجرة في (٢٥٠) مليون سنة، والشمس تعتبر نجماً من هذه المليارات النجوم والكون فيه آلاف الملايين من هذه النجوم والكواكب.
والشّمس أكبر من الأرض بمليون وثلاثمائة ألف مرة، وحرارتها تصل إلى (٢٠) مليون درجة في مركز الشّمس، وطول ألسنة لهبها يصل أكثر من نصف مليون كم، وتبعد عن الأرض (١٥٠) مليون كم والأرض تدور حول الشّمس بسرعة (٣٠) كم في الثّانية، ولو انطفئت الشّمس لتجمدت الأرض ووصلت درجة حرارتها إلى (٢٧٠) درجة تحت الصّفر، وتدور الأرض حول نفسها بسرعة تبلغ في خط الاستواء (١٦٠٠) كم بالسّاعة، ومع ذلك لا نشعر بحركتها، وتصور باقي النجوم والكواكب التي لا يعلمها إلا الله.
{وَلَكِنَّ}: حرف استدراك وتوكيد.
{أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}: آيات الله في الآفاق (والكون) ولا في أنفسهم.