يستهل الله سبحانه سورة الرحمن بذكر أعظم النعم الإلهية على عبده وأجلها على الإطلاق نعمة تعلم القرآن.
{عَلَّمَ الْقُرْآنَ}: أيْ: علم تلاوته ومعانيه وحفظه وتدبره، وتم ذلك عن طريق جبريل -عليه السلام- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم بالتواتر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الصحابة، ثم الصحابة إلى التابعين، وهكذا حتى وصل إلينا.
فبدأ باسم الرّحمن المشتق من الرّحمة، ومن أجلّ وأعظم مظاهر رحمته تعالى أنّه علَّم عباده القرآن، ويسره عليهم، فقد قال في أربع آيات في سورة القمر:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ}[القمر: ١٧]؛ ليؤكد على هذا الأمر العظيم.