نداء جديد للذين آمنوا بتكليف جديد وهو الدّخول في السّلم كافة.
{ادْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً}: {ادْخُلُوا فِى}: في: ظرفية، {السِّلْمِ}: دين الإسلام، الظّرف الإسلام، والمظروف هو أحكام الإسلام وشرائعه، {ادْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً}: وبما أنّ الخطاب موجَّه للذين آمنوا، وهو ناداهم بالّذين آمنوا فهم قد دخلوا في الإسلام، وعلى طريق الإيمان، فادخلوا في السلم كافة: تعني: أدُّوا جميع شرائع الإسلام، وأحكامه كلها دون اختيار، أو تجزئة؛ أي: بترك بعضها، والأخذ بالبعض الآخر؛ أي: لا تؤمنوا ببعض، وتكفروا ببعض، كما يفعل أهل الكتاب، واستقيموا على ذلك.
{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}: إن يفيد التّوكيد، {لَكُمْ}: اللام لام الاختصاص خاص بكم، وليس لأحد غيركم «فتقديم لكم على عدو مبين» يفيد الخصوص، {عَدُوٌّ مُبِينٌ}: ظاهر العداوة عداوته لا تخفى على أحد من النّاس؛ أي: مكشوفة، ولا يخفى شيئاً منها، وعداوته كاملة تامَّة، مشتملة على كل أنواع العداوة.
وردت كلمة السّلم في القرآن في سبع آيات، وبالتّشكيل التّالي:
السِّلْم:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً}[البقرة: ٢٠٨]، آية واحدة تعني: تطبيق أحكام وشرائع الإسلام كافَّة من دون تمييز.
السَّلْم:{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}[الأنفال: ٦١]، {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ}[محمّد: ٣٥]، تعني: الميل إلى وقف القتال والصلح.