{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ}: حيل: جعل بينهم وبين ما يشتهون حائلاً أو مانعاً أو سداً يمنعهم من الوصول إلى ما يشتهون، ما: بمعنى الّذي، يشتهون: من الشّهوة شهوة النّفس، وماذا يشتهون؟ لم يُبيّن في هذه الآية ما يشتهون: مثل الإيمان الحقيقي المقبول والتّوبة، والنّجاة من النّار والفوز بالجنة، أو الرّجوع إلى الدّنيا ليعملوا صالحاً ويتوبوا.
{كَمَا}: الكاف للتشبيه، ما أيضاً بمعنى الّذي.
{فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم}: الأشياع جمع: شيع، وشيع جمع: شيعة، وشيعة الرّجل: أنصاره وأتباعه أو الجماعة المجتمعة على نِحلة واحدة أو عقيدة، سواء كانوا على حق أو باطل، وأشياعهم تعني: أمثالهم من الكفار والمشركين والمكذبين أو من كان مذهبه مذهبهم (أي الكفر).
{مِنْ قَبْلُ}: من قبل هؤلاء.
{إِنَّهُمْ كَانُوا فِى شَكٍّ مُّرِيبٍ}: إنّهم للتوكيد؛ أي: مشركي وكفار قريش، وقد تعني غيرهم من الكفار كانوا في الدّنيا، شك مريب: في شك والشّك تساوي كفة النّفي والإثبات؛ أي: تردّد الذهن بين أمرين على حد سواء، مريب: من الرّيبة وهي التّهمة: في شك مريب في تردد وحيرة، واتهام الغير في أمر الدّين والوحدانية والرّسل والبعث والحساب، والجنة والنّار والعذاب ولقاء الله، مريب: في موقع ريب أو: ذي ريب أودى بهم إلى أن يموتوا على الكفر والشّرك، ثمّ إلى العذاب والهلاك في نار جهنم.