للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأعراف [٧: ١٠]

{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِى الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}:

{وَلَقَدْ}: الواو: استئنافية، اللام: للتوكيد، قد: للتحقيق والتوكيد.

{مَكَّنَّاكُمْ فِى الْأَرْضِ}: بالاستخلاف في الأرض، والقدرة على إقامة الدِّين، ولا يعني التمكين: السيطرة، أو الهيمنة.

{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ}: وجعلنا لكم خاصَّةً في الأرض، معايش جمع معيشة، ومعيشة اسم لما يعيش به الإنسان من مطعم، ومشرب، وملبس، أو هيأنا لكم أسباب العيش، من مطعم، ومشرب، وملبس، وهواء، وشمس، وقمر، ومعايش: جاءت بصيغة النكرة، ولو كانت بصيغة المعرفة؛ أي: المعايش؛ لاستوى الفقير، والغني في المعيشة؛ أي: الكل استوى، فلا نجد فقراء وأغنياء.

{قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}: ما: للتوكيد.

{قَلِيلًا}: أي: قليل منكم شاكرون؛ أيْ: عدد الشاكرين قليل، أو شكركم قليل، أو كلاهما معاً، وكما قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ} [سبأ: ١٣].

والشكر: من أعلى منازل العبودية، هذه العبودية التي تتجلى بظهور نعمة الله سبحانه على لسان عبده بالحمد، والشكر، والثناء، والاعتراف بالمنعم، وتتجلى على قلبه بمحبة بالمنعم، وعلى جوارحه خضوعاً وطاعة للمنعم.

وتحت مقام الشكر يندرج مقام المحبة، والرضا، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه، ولا ننسى قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: ١١]، {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧].

والشكر على المصائب؛ مثل: البأساء، والضراء، أشد وأصعب من الشكر على السراء، {وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: ١٤٤]. ارجع إلى سورة الفاتحة؛ لمعرفة الفرق بين الحمد، والشكر، آية (٢).