{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا}: وقل: الخطاب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولأمته. الحمد لله: ارجع إلى سورة الفاتحة آية (٢) للبيان. الذي: اسم موصول يفيد التعظيم. لم: للنفي، يتخذ ولداً: لا عيسى، ولا عزير، ولا الملائكة، ولا غيرهم.
فكونه لم يتخذ ولداً نعمة كبيرة على العباد يجب أن يحمدوه عليها؛ فكل الخلق عنده سواء إلا بالتقوى. فأحبهم، وأقربهم إليه أتقاهم.
إذن: الخلق كله يتمتع بحنان ربهم، ورحمته، ولا يشاركهم بهذا الحنان والرحمة ولد، ولا يحتاج سبحانه لولد؛ لأنّه هو خالد، وباقٍ، ودائم، والولد هو امتداد لوالديه، والحمد لله الّذي لم يشبه عباده، ولا يحتاج إلى ولد؛ لأنّه سبحانه لا يعتريه ضعف، أو نقص؛ ليحتاج إلى ولد، وهو الحي القيوم، وهو الوارث.
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ}: وهذا أيضاً يستوجب الحمد، فلو كان له شريك لكان سبباً للحيرة، والعداوة.
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ}: وأيضاً يستحق الحمد، والشكر؛ لأنّه لم يكن له ولي من الذّل.
{وَلِىٌّ}: الولي: المعين، أو الملجأ؛ فلا يحتاج إلى معين، أو ناصر، أو معز؛ لأن العزة لله جميعاً؛ أي: لا يحتاج إلى موالاة أحد؛ لأن به مذلة، أو عيب، أو نقص.
{وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}: أي: قل: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر من كل شيء.
الله أكبر: أكبر اسم تفضيل، وأما كبير: اسم فاعل، واسم التفضيل يدل على الكمال التام، أكثر من اسم الفاعل، وبما أنه لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذّل، ولهذا يجب أن نكبر هذا الإله تكبيراً على كل نعمة أنعمها علينا، وسميت هذه: آية العز.