{وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا}: أي: نجينا موسى وهارون وقومهما، أي: بني إسرائيل، والنّجاة تعريفها: النّجاة من الأمر المكروه فقط، وأمّا الفوز فهو النّجاة من الأمر المكروه، والنيل أو الوصول إلى الأمر المرغوب فيه أو الغاية.
{مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}: من ابتدائية، الكرب تعريفه، ارجع إلى الآية (٧٦) من نفس السّورة والكرب العظيم: هو من الغرق والهلاك في البحر، كما قال تعالى:{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ}[البقرة: ٥٠]، ولا يجوز خلطه بالنّجاة من البلاء العظيم: وهو النّجاة من آل فرعون {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِى ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}[البقرة: ٤٩]، إذن هناك نجاة من البلاء العظيم ببطء (وإذ نجيناكم) ونجاة من الكرب العظيم بسرعة (فأنجيناكم).