{أُمِرْتُ أَنْ}: أن حرف مصدري يفيد التّوكيد. أُمرت: أيْ: أمرني ربي أن أعبده.
{أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ}: أعبد من العبادة. ارجع إلى الآية (٧٣) من سورة النّحل، إضافة رب للبلدة للتشريف والتّعظيم وهي مكة المكرمة، وخصّها بالذّكر؛ لأنّ فيها البيت الحرام والرّب هو الخالق المدبر الرّزاق والمربي وهو رب هذه البلدة ورب كلّ شيء ومليكه.
{الَّذِى حَرَّمَهَا}: جعلها شرعاً حرماً آمناً يحرم فيها القتال والصّيد في الأشهر الحرم ومن دخلها كان آمناً.
{وَلَهُ كُلُّ شَىْءٍ}: تقديم له وحده تفيد الحصر، كلّ شيء: شيء نكرة تشمل كلّ شيء خلقاً وملكاً وتصرفاً وتدبيراً دون شريك، كلّ شيء في السّموات والأرض وما بينهما له وحده.
{وَأُمِرْتُ أَنْ}: وأمرني ربي، أن: حرف مصدري يفيد التّوكيد.
{أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}: المخلصين الموحِّدين، وفرداً من أفراد هذه الأمة المسلمة، وفي هذا تنويه عن تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٠٤) في سورة يونس وهي قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، وقوله تعالى في الآية (١٢) في سورة الزمر وهي قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}، فآية النمل تعني من المسلمين من لدن آدم إلى آخر مسلم وأول المسلمين من هذه الأمة، وكذلك أول المسلمين درجة ومرتبة؛ ارجع إلى هذه الآيات لمزيد من البيان.