{وَمَنْ}: الواو عاطفة، من شرطية وتشمل الواحدة أو الجمع.
{يَقْنُتْ}: من القنوت قيل: هو الخضوع التّام والخشوع المصاحب للطاعة أو (العبادة) المصحوبة بالخضوع والخشوع، قنت: خشع وتذلل لله في دعائه، وكلمة يقنت جاءت بصيغة المذكر ولم يقل: تقنت بصيغة المؤنث، وسنرى بعد قليل السّبب.
{مِنْكُنَّ}: خاصة.
{لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}: لله اللام لام التّوكيد والاختصاص خالصة لوجه الله ومرضاة وطاعة لرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
{وَتَعْمَلْ صَالِحًا}: قليلاً أو كثيراً من الفروض والنّوافل والذّكر وغيرها من الأعمال الصّالحة، تعمل صالحاً: جاءت بصيغة المؤنث (التّأنيث)، فالسّؤال الآن لماذا ذكر كلمة يقنت وأنَّث كلمة تعمل؟ ولنذكر أنّ التّذكير يدل على القلة والتّأنيث يدل على الكثرة، فالقنوت يقوم به القلة من النّساء فلذلك جاء بصيغة المذكر، مقارنة بالأعمال الصّالحة تقوم بها النّساء بكثرة، ولذلك أنث.
{نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ}: الإيتاء: هو العطاء والإيتاء أعم من العطاء، العطاء يستعمل للأشياء المادية الحسية فقط، بينما العطاء يشمل ذلك + المعنوية. ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة لمزيد من البيان.
أسند الإيتاء، أي: الفعل إليه سبحانه وبصيغة التّعظيم، وهذا شرف لهنَّ ورحمة منه، بينما في الآية (٣٠) قال: يضاعف لها العذاب بنى الفعل للمجهول.
نؤتها أجرها مرتين: أيْ: ضعف ما تستحقه غيرهنَّ من النّساء؛ لأنّهنَّ مثال للقدوة الصالحة.
{وَأَعْتَدْنَا لَهَا}: أيْ: أعددنا لها: اللام لام الاختصاص لها خاصة وأعددنا لها من الآن فهو ينتظرها.
{رِزْقًا كَرِيمًا}: أي: الجنة فهذه الآية بشارة لنساء النّبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، ووصف الرّزق بالكريم: الوافر الّذي لا ينقطع أو يقل أو ينقص والكريم؛ لأنّه يأتي الإنسان من دون أسباب عليه أن يقدِّمها كما هو الحال في الدّنيا يجب أن يسعى ويكد ويتعب، والرّزق الكريم لا يأتي إلا من الرّازق الكريم والرحيم بعباده.