قدّم المنافقين على المشركين؛ لأنّ المنافقين خطرهم أشد وأسوأ على المؤمنين من الكافرين.
{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ}: في الدّنيا والآخرة بشتى أنواع العذاب.
{الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ}: أنّ الله لن ينصر رسوله، وأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيُهزم أو يُقتل، وأنّ المؤمنين سوف يهلكوا أو يقتلوا، أو الظّانين بالله أن له شريكاً أو ولداً.
ظن السوء: تشمل كل ظن سيئ بالله سبحانه.
{عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}: أي ما يظنون بالمؤمنين من ظن السّوء هو دائر عليهم؛ أي: محيط بهم وواقع عليهم جميعاً من كل جانب كما تحيط الدّائرة بما كائن فيها.
{وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}:
{وَلَعَنَهُمْ}: طردهم وأبعدهم عن رحمته.
{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ}: وهيّأ وجهّز لهم جهنم، لهم: اللام لام الاختصاص؛ أي: لهم خاصة، جهنم: اسم للنار مشتق من كونها بعيدة القعر؛ أي: شدة التّأجّج بالنّار؛ أي: شديد الاحتراق. ارجع إلى سورة الرعد آية (١٨) لمزيد من البيان.
{وَسَاءَتْ مَصِيرًا}: المصير: المنتهى. المصير: هو انقلاب الشّيء إلى خلاف الحال التي كان عليها.
وأمّا المرجع فهو انقلاب الشّيء إلى الحال التي كان عليها.