{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ}: من صفات المشركين، والمكذبين، والّذين لا يؤمنون بالآخرة؛ اعتقادهم أن البعث، والحساب أمر باطل، ولذلك يقسمون بالله جهد أيمانهم أغلظ الأيمان غير مصدقين بأنّ الله يبعث من يموت فهم يعتقدون اعتقاداً صادقاً مبنياً على الظّن، أو الباطل أنّه ليس هناك آخرة، أو حساب، أو بعث، ولم يقل: ويحلفون، وإنما قال: وأقسموا، والقسم غير الحلف. ارجع إلى سورة التوبة، آية (٥٦)؛ للبيان.
{بَلَى}: بلى: هنا تنفي النّفي الّذي قبلها؛ فيكون معناها: بل يبعث الله من يموت؛ لأنها حرف جواب تختص بوقوعها بعد النّفي؛ فتجعله إثباتاً.
{وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا}: الوعد: هو الإخبار بشيء لم يأتِ زمنه بعد.
{حَقًّا}: من الحق، وهو الأمر الثّابت الّذي لا يتغير الوعد عادة يستخدم في الخير، واستعمل هنا في التّهديد بدلاً من الوعيد في سبيل التّهكم، والاستهزاء بهم؛ لأن الوعد إذا أطلق يعني: الخير، وإذا لم يطلق قد يأتي بمعنى الشّر؛ للتهكم، والاستهزاء؛ كقوله تعالى:{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ}[النساء: ١٣٨].
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}: لكن: للاستدراك، والتّوكيد. لا يعلمون: أنّ الله قادر على البعث، والنّشر، وهو أهون عليه، كما أكد ذلك في قوله تعالى:{مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}[لقمان: ٢٨]، وكذلك قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِى يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم: ٢٧].