{وَقَالُوا}: أي الكفار بعد "إذ فزعوا" ورأوا أن لا ملجأ لهم يومئذ وما لهم من نكير.
{آمَنَّا بِهِ}: به؛ أي بالله وبالبعث والحساب وبمحمّد وبالقرآن وبكلّ ما جاء من الحق، آلآن تؤمنوا ولم تؤمنوا في الدّنيا؟
{وَأَنَّى لَهُمُ}: أنى لها أربع معان: كيف تؤمنوا، ومن أين لهم الإيمان، والتّعجب، والسّعة في المعنى من كيف، لهم: اللام لام الاختصاص.
{التَّنَاوُشُ}: التّناول؛ أي: تناول الإيمان والتّوبة في الآخرة وقد فات الأوان؛ أي: زمن التّوبة والإيمان وبعدت دار الدّنيا دار التكليف.
التناوش: من: ناشه ينوشه نوشاً؛ أي: تناوله. ويقال: تناوش القوم بالرماح: تناول بعضهم بعضاً بالرماح فهم يريدون أن يتوبوا حينذاك ويؤمنوا (إيماناً سهلاً بدون جهد أو تكليف وفي الدّار الآخرة البعيدة عن الدّنيا).
فمثلكم كمثل الّذي رمى رمحاً إلى أبعد ما يمكن ولم يعد يقدر الوصول إليه؛ ليستعمله مرة أخرى، فلن ينفعهم إيمانهم أو توبتهم في الآخرة. وهناك من قال: التناوش من: نأشت؛ أي: إذا أبطأت وتأخرت؛ أي: تأخر إيمانهم وتوبتهم فلم تعد تقبل.
{مِنْ مَّكَانٍ بَعِيدٍ}: أي في الآخرة البعيدة عن الدّنيا، ويعين على تفسير معنى المكان البعيد الآية التّالية وهي قوله: ويقذفون بالغيب من مكان بعيد، وهو الدّنيا.