{وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ}: إن: حرف مشبه بالفعل للتوكيد، وإنّ الله ربي وربكم؛ أي: وقل لبني إسرائيل: إنّ الله ربي وربكم.
{فَاعْبُدُوهُ}: الفاء: فاء السّببية؛ أي: اعبدوه بسبب كونه ربكم: خالقكم، ومدبر أموركم، ومصرّفها، ورازقكم، ومربيكم؛ فاعبدوه، من: العبادة، وتعني: إطاعة المعبود في كلّ ما أمر، ونهى عنه. ارجع إلى سورة النّحل، آية (٧٣).
{هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}: عبادة الله تعالى وحده، وطاعته، وامتثال أوامره، وتجنب نواهيه هو الصّراط المستقيم، أو الدّين، أو السّبيل المستقيم الموصل إلى الغاية بأقصر زمن، وأقل جهد.
لنقارن هذه الآية (٣٦) من سورة مريم: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}، وكذلك وردت في سورة آل عمران، آية (٥١)، مع الآية (٦٤) من سورة الزّخرف: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}.
إضافة كلمة "هو" في آية الزّخرف توكيداً لإثبات الرّبوبية لله سبحانه، ونفي الولد؛ لأنّ آية الزّخرف سبقها كثير من الآيات الّتي تتحدث عن الشّرك، واتخاذ الولد، والملائكة إناثاً الآيات (١٥، ١٦، ١٩).
فجاء بكلمة "هو" للتوكيد، والحصر، مقارنة بآية مريم، وآل عمران الّتي سبقها آيات كثيرة تتحدث عن عبودية عيسى لله تعالى، فلم يؤكد بكلمة هو.