{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ}: يعني: القرآن، {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ}: من التّوراة الحقيقية، الّتي لا ريب فيها، وفيها صفة النّبي -صلى الله عليه وسلم-.
{وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}: لا: الناهية، ولا تكونوا أول كافر به بمحمد، أو بالقرآن؛ لأنّ قريشاً، قد كفرت بمحمد، قبل أهل الكتاب، كقوله تعالى:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}[البقرة: ٨٩]. ارجع إلى الآية (٦) من نفس السورة لبيان معنى الكفر.
{وَلَا تَشْتَرُوا بِـئَايَاتِى ثَمَنًا قَلِيلًا}: تكرار لا؛ تفيد التّوكيد، {وَلَا تَشْتَرُوا بِـئَايَاتِى}: أي: تبيعوا آياتي بأن تبدلوها، أو تحرفوها، أو تحذفوها، أو بالزيادة أو النقص، وتأخذوا ثمنها، مهما كبُر الثمن وعظُم فهو ثمن قليل؛ لأنّ ثمنها أكبر وأعظم عند الله من ذلك بكثير، ولا يقدر ثمنها إلَّا الله سبحانه.
{وَإِيَّاىَ فَاتَّقُونِ}: وإياي: تفيد الحصر؛ حصر التقوى لله وحده، ولا تخافوا أحداً إلَّا أياي {فَاتَّقُونِ}: أي: امتثلوا أوامري، وتجنبوا نواهيَّ؛ لكي تنجوا من النار، ومن سخطي وغضبي. واتقون: حذفت فيها ياء المتكلم قد يكون ذلك لأن المخاطب فئة من الناس أو جماعة هم بني إسرائيل وليس الكل وقد تعني التقوى ما استطعتم.