للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الحج [٢٢: ٩]

{ثَانِىَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِى الدُّنْيَا خِزْىٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}:

العِطف: جانب اليمين أو جانب الشّمال، فهما عطفا الرّجل، وهو القسم أو الجزء من البدن الّذي يعطفه الإنسان ويلويه عند إعراضه عن الاستماع إلى الحق.

{ثَانِىَ عِطْفِهِ}: لاوي جانبه، كناية عن التّكبر والإعراض وعدم الوقوف والسّماع إلى الحق والقرآن والموعظة، وقد بيّن لنا القرآن كيف يتدرج المعرض عن الحق في تصرفاته، أو من يحاول الإعراض وعدم الاستماع إلى آيات الله؛ فهو أوّلاً يبدأ بالرّأس: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} ثمّ الجانب: {ثَانِىَ عِطْفِهِ}، ثمّ دبره أو عقبيه أو ظهره كقوله تعالى: {وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَّمْ يَسْمَعْهَا} [لقمان: ٧].

{لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ}: إذن هو يجادل بالباطل ليضل، اللام لام التّعليل؛ أي: الغرض من جداله: الإضلال وصرف النّاس عن سبيل الله؛ أي: دين الله تعالى وإن لم يعترف بذلك. عن: تفيد المجاوزة أو الابتعاد.

{لَهُ فِى الدُّنْيَا خِزْىٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}: له: اللام لام الاستحقاق، في الدّنيا الخزي والهوان والذّلة والفضيحة، وجزاؤه في الآخرة يوم القيامة عذاب الحريق.