للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الشعراء [٢٦: ٧٠]

{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ}:

{إِذْ}: ظرفية للمضي بمعنى حين قال لأبيه.

{لِأَبِيهِ}: آزر. وقيل: آزر: هو تارح فقد قيل: إن لوالد إبراهيم -عليه السلام- اسمين تارح وآزر، كما روى الطبري في جامع البيان مثل إسرائيل هو يعقوب، وقال كثير من المفسرين: إن أبا إبراهيم اسمه بالسريانية تارح، وبغير السريانية اسمه آزر. وأبيه قيل: كان عمّه. ارجع إلى الآية (٧٤) من سورة الأنعام للبيان المفصل، لأبيه: اللام لام الاختصاص، وقدم أبيه على قومه؛ لأنّ الأب أو العم هم أقرب النّاس إليه والدّعوة عادة تبدأ بالأقرب فالأقرب.

{وَقَوْمِهِ}: رجال ونساء. وقيل: القوم هم الرجال فقط.

{مَا}: أداة استفهام للسؤال عن ذات غير العاقل، وقد تستعمل لصفات العقلاء وللسؤال عن حقيقة الشّيء وعادة يبدأ الاستفهام بـ ما، ثمّ يتطور إلى ماذا، وماذا تستعمل للاستفهام عن الأمور الّتي هي أشد استفهاماً وإنكاراً أو توبيخاً من (ما) فهي أبلغ وأوكد في الاستفهام من ما، كما ورد في سورة الصافات آية (٨٥) وهي قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} فهو -عليه السلام- يعلم ما يعبدون، وهذا ليس استفهاماً حقيقياً، وإنما هو استفهام إنكاري للتوبيخ يدل على ذلك ما جاء في الآية (٨٦) من سورة الصافات، وهي قوله تعالى: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ}.

{تَعْبُدُونَ}: إبراهيم عليه السلام يعلم ما يعبدون فهو يريد أن يظهر لهم بطلان عبادتهم، ويعبدون من العبادة: وهي طاعة العابد للمعبود فيما أمر به أو نهى عنه، وجاء بصيغة المضارع للدلالة على التّجدد والاستمرار لعبادتهم تلك الأصنام.

ارجع إلى سورة النحل آية (٧٣)، وسورة الأنبياء آية (١٠٦) لمزيد من البيان في معنى العبادة.